رسالة حب الى كافة ابناء مدينة قضاء الخضر في الداخل والخارج

تحية اجلال وتقدير لكم .... الى ابناء مدينة الخضر الكرام : هذا الموقع منكم واليكم يمكنكم المشاركة عبر البريد الالكتروني adiltarish@yahoo.com لنتواصل معا من اجل تاريخ مدينتنا من اجل ماضيها وحاضرها ومستقبلها لنكتب معا ذكرياتنا عن مدينتنا ونستكذر بها عن مدى اصالة هذه المدينه العريقة عن شيوخها وشبابها عن مثقفيها وعن المغتربين والمبعدين وتطلاعات ابنائها نحو مستقبل زاهر .... شكرا جزيلا لكم وبأنتظار مشاركاتكم . تحيه من اخوكم : عادل علي الحسيني للاتصال على الارقام التالية:. اثير 07801402442 /آسيا 07708033353/ عراقنا 07905449955


01‏/06‏/2009

www.google.com



الحاج علي ال حسون اعزه الله




المشهد الثقافي وإلابداعي لمدينة الخضر من خمسينيات القرن الماضي الى الآن
كتب / عبد الكاظم حسوني

الخضر مدينة جنوبية الهوى تمور بالطيبة، تنتسب الى جغرافية الوطن الموغل في الحضارة، فهي سليلة أوروك اول حرف وخط وكلمة وتلميذ ومعلم وكتاب ومكتبة من الرقم الطينية.
يصف الشاعر عبد الكريم حسين الخفاجي مدينة الخضر بقصيدة شعرية يقول فيها :
ليلة الجمعة بعطرها تفوح
وبزوار الخضر حي الدار
تسمع هلاهل والنذوره أشكال
والواهلية بحضرتك طشار
ومن آل وبني تجيك تتعناك
تكصد كبتك يا وردة النوار
أبو محمد يا مكصد الملهوف
يا سور الولاية الما تظيم الجار
اليزور الخضر لازم يرد مسرور
وعد كل زاير يظل تذكار
أهل الخضر أهل مجلس وأهل ديوان
يكص من الجلد ويكرم الخطار
عزف يا دكة الهاون كبل فك الريج
بن ينخلط وي الهيل والبسمار
وعلى رنة الفنجان يلتمون اهل واحباب ازغار
وي اكبار وعلى شاطي الخضر
والخشوف البييه شما نكدر نكتب قصص وشعار
وتوالي الليل أه يا سحر ذاك الليل
لو نسنس نسيم المار
ويظل شاطي الخضر بيه تذكار
وتظل عين التحية اعليه تندار
وبالربضة اشكثر يعني العيد
وتظل بالربضة اشكثر اسرار
يا بو كبة البيضة التسر الشوف
ويا عين العين تظل مشبوحة الك انظار
تتوسد ليلا ضفتي الفرات هادئة هانئة، وعند الغبش تصحو على تناغم صياح البط والوز مع حركة مردي(مجداف)المعيبر وزورقه الصغير(الكعد)وهو في طريقه لأيصال المسافرين الحالمين الى محطة القطار. تأسست رسميا عام 1920ناحية تابعة الى قضاء السماوة أول مدير ناحية هو نايف آل عاجل (رئيس عشائر بني حجيم في الدراجي ) ثم أصبحت في عام 1970 قضاء تابع الى محافظة المثنى ولا زالت .
الناس فيها عباد وزهاد يحيون المناسبات الدينية في شغف وحماس عال ،السياحة الدينية مركز مهم وأساسي في الخريطة الأقتصادية للمدينة لما تشكله من أهمية بارزة في دعم أقتصاد المدينة حيث يأمها آلاف الناس سنويا من المدن المختلفة والخليج العربي لزيارة مقام العبد الصالح الخضر (ع) وهو صاحب موسى كما ذكر في القرآن الكريم في سورة الكهف أيه 64 (فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمه من عندنا وعلمناه من لدنا علما) والآيات التي تليها.
أسمه أليّا بن ملكان بن عابر أبن أرخمشد بن سام بن نوح، لقب بالخضر لأن له كرامه رائعه حيث ما جلس على أرض جرداء أو خشبه ألا وأخضرت بأذن الله. له عدة مقامات في العراق منها في مسجد الكوفه وفي ناحية الأسكندرية وفي بغداد الكرخ مقابل مدينة الطب وفي الموصل وله مقام في فلسطين وفي الكويت في جزيرة فيلكه وفي السعودية وفي أيطاليا.
تمتاز دواوينها في فترة الخمسينيات والستينيات بأنها مفتوحة نهارا وليلا تستقبل الضيوف والموظفين المبعدين الى أن تستقر أحوالهم في المدينة ،وكذلك تستقبل زوار الأمام الخضر وتستقبل في أشهر الصيف ضيوف من نوع خاص يأتون من الجزيرة العربية وهم عشائر آل ظفير وشمر وآل رفيع ومطير. أن سبب مجيء هذه القبائل العربية الى الخضر يكمن في موسم فيضان نهر الفرات في نيسان من كل عام حيث تغمر المياه مساحات واسعه من الأراضي حول مدينة الخضر في الضفه اليمنى لنهر الفرات تصل مساحات الأراضي المغمورة في المياه قرب مدينة الحي في محافظة الكوت وبعد الشهر السادس تجف هذه المياه وتنحسر وتظهر مساحات شاسعه من الأرض تسمى (الشلهات) حيث تمتلىء الأرض بالأعشاب الخضراء وتظهر الأنهار الموسمية مثل نهر الكريم وأنهار أخرى مثل أبو جلب وأبو خلاف والعجاويات والمذبوحية والفارسية أضافه الى نهر الهاسي الذي يقع بين أراضي الخضر والناصرية والذي وقعت فيه معركة شهيرة لا يزال أهل الخضر يتذكروها بين عشيرتي العريفات من الجوابر والعويليين حيث قيلت فيها الهوسه المعروفه (لاني بحال الراح ولاني بحال الجاي بحال الهاسي الي شربوا مايه وبزوا بيه أولاد مبارك) .جميع الأنهار والأرض الزراعية أندثرت الآن بسبب عدم وجود فيضان لنهر الفرات ، ومجيء هذه العشائر العربية الى الخضر هي لغرض الماء والكلأ حيث المراعي الخضراء والسمك الوفير أضافة الى الدواوين التي تفتح ذراعها الى الضيوف.
وبمناسبة ذكر السمك هناك شريحة كبيرة من أهالي الخضر عملهم الأساسي صيد السمك وذلك في فترة الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي حيث يخرجون للصيد على شكل جوقات ( الكرافة وهم مجموعة يتراوح عددها بين ثمانية الى عشر أشخاص يستقلون زورق متوسط الطول ومعهم شباك صيد طويلة يستخدمون المجذاف اثناء حركة الزورق ).
ان هذه المهنة لها اعرافها وتقاليدها الخاصة ، فبعد ان يتم تعيين الأماكن التي يكثر فيها السمك وتسمى بـ ( الملزم ) تكون الأولوية في رمي شباك الصيد ( وهي شباك طويلة طولها ملائم لعرض النهر أما عرضها فيتراوح بين المترين ) لمن يصل الى مكان الملزم أولا ثم الذي يليه بالوصول وهكذا ، واذا حدث خلل في احد الزوارق أو خلل شباك الصيد يهرع جميع الجوقات لتصليحه وهذا الحالة تسمى ( النخوة ) . ومن تقاليدهم ايضا عندما يحيي بعضهم البعض وهم في زوارقهم فأن الزورق الذي يسير مع تيار الماء يحيي الزورق الذي يسير عكس تيار الماء بسبب أن الذي يسير ضد التيار غالبا ما يكون متعب . ومن أهازيجهم عند العمل عندما تقفز سمكة من النهر يهزجون ( دينار بذيلة تحول ) أي ان هذه السمكة التي قفزت في الماء يساوي سعرها دينار ، وعندما يبدأون العمل ويرمون الشباك على طول عرض النهر يهزجون ( جابو البهبهاني جابوه وجابوا البناني ) البهبهاني تاجر بصراوي معروف يبيع الشباك والبناني يعني السمك البني .
أما بعد موسم الفيضان وظهور الشلهات والأنهر التي ذكرناها تكثر الأسماك بشكل وفير جدا جدا لا تحتاج الى زوارق وشباك حيث من السهولة مسكها باليد وجمعها وأغلبها يموت لأنتفاء الحاجة منها ، والبعض يتم تيبيسه من قبل الأهالي ويسمى ( المغلي ) وهذا الحال استمر سنين طويلة ولكن عند نصب الجسر تغير الوضع حيث كانت تأتي سيارات خشبية محملة بالثلج ويتم حملها بألأسماك ونقلها الى بغداد والنجف وصارت المهنة تدر ارباح كثيرة أما الآن فقد تغيرت مهنة الكرافة بعد انحسار الفرات وعدم وجود فيضانات وتدخل المحركات .
ونعود الى موضوعة القبائل العربية الوافدة من الجزيرة العربية حيث أن التعامل السنوي الذي يحدث بين أهل الخضر والقبائل العربية الوافده أثر وبشكل فاعل على عادات وتقاليد أهالي الخضر حيث يمتازوا بالطيبة والكرم وهذا ما نحسه في تعامل أهل المدينة للزائرين اليها. والحديث عن عشائر الخضر التي سكنت المدينة، أول من سكنها هم كوام الخضر وينتسبون الى عشيرة طي العربية وهم فخذ من عشيرة الجوابر العشيرة العربية وعشيرة آل فرطوس أضافة الى قسم من عشائر الشريدات وآل بو شطيط وآل بوريشه وآل منيهل والنويصرات وآل محسين وآل توبه.
لابد من وقفة وتحية أجلال وأكبار لهذه العشائر التي لم تنصفها ذاكرة النضال العراقية بل ذكرها الضباط البريطانيين في مذكراتهم خاصة في ملحمة ثورة العشرين الكبرى لقد أسقطت هذه العشائر خاصة عشيرة الجوابر طائرة حربية بريطانية ببندقية قديمة تسمى المطموسه أسقطها الثائرين فالح عبد السادة وغازي صباح (كما أخبرنا المدرس سهيل بتور)،وقامت مجموعة مقاتلة من عشيرة آل بو ريشة بمحاصرة القطار ول حركته من خلال رميه بالرصاص مما حدا بالضابط الأنكليزي الموجود داخل القطار باستخدام الخديعة حيث اخذ يرمي النقود من نافذة القاطرة الى الناس وبعد ان يتجمعوا حولها يقوم برميهم بالرصاص ، وكان موقف عشيرة الجوابر البطلة وشيوخهم الحاج سفر والحاج محمد آل عجيرب موقفا رائع حين اغرقوا سفينة بريطانية قرب محطة القطار وقتل من فيها وأغرقوا قرب قرية الباب سفينة بريطانية أخرى مما جعل الجيش البريطاني يحاصر المدينة وإملاء شروط على سكانها أما ان يسلم الحاج محمد آل عجيرب نفسه أو تدمر المدينة ، وقال المرحوم الشيخ محمد آل عجيرب مقولته المشهورة ( أفدي نفسي ولا تدمر المدينة ) وفعلا سلم نفسه للقوات البريطانية ونستشهد عن هذه الأحداث بهوسه الشيخ شعلان أو الجون عن القائد الأنكليزي السمج يقول فيها:
أجه بريله السمج وآنه أساوج بيه
ونحروه الجوابر سوكه سوكه عليه
وصل جسر السوير وثكل حمله عليه
الشط هندي وأسمع يدعيم
(بمعنى أن الشط يجري بقتلى الهنود المرتزقه ودعيم رجل من الجوابر) هذا نتف يسير من أحداث ثورة العشرين لا يسع البحث لذكر التفاصيل تاركا للمنصفين من المؤرخين التوسع فيه .لما لهذه الأحداث من جرأة وشجاعة متناهية حيث لم يكن هناك موانع طبيعية يتحصن فيها الثوار لمجابهة القوة الأنكليزية المتطورة وإنما كان دافعهم الديني وحبهم لمدينتهم جعلهم ينظرون الى الموت كنظرتهم الى الحياة .
ولابد من وقفه أخرى أمام معاناتهم السابقه مع جسر يربط صوبي المدينة خاصة وأن الفرات يكون في أوسع عرض له في مدينة الخضر،هناك هوسة مشهورة تقول "كلهه آيسر بس أحنه أفواجه"قالها المرحوم الحاج محمد المياوي (والد المرحوم الحاج داخل وجد المشرف التربوي اسكندر موسى والفنان منذر ناصر ) لها روايتان ، الأولى حينما زار المغفور له الملك فيصل الأول في العشرينيات مدينة الخضر بمعنى أن كل المدن التي تقع على الأنهر فيها جسور للعبور بأستثناء مدينة الخضر فأن أهلها يعبرون سباحه (أفواجه) وعلى أثر هذه الهوسه أمر الملك بتخصيص طبكه (مقطع عرضي من جسر خشبي يتكون من زورقين كبيرين متلاصقين على ظهرهما خشب ممدود يستعمل بواسطة حبل من الأسلاك الحديدية يربط بين الصوبين وتتحرك الطبكه بواسطة دفع الحبل) والرواية الثانية تقول حينما حاصر الأنكليز مدينة الخضر في ثورة العشرين قيلت بيان صعوبة عبور انكليز الى الضفة اليمنى لعدم وجود جسر ، ومن خلال الروايتين تبين معاناتهم وأستمرت معاناة أهل المدينة مع الطبكه خاصة بعد أن أتسع العمران في الخضر وأصبح في المدينة حركة بناء يستوجب مواد مثل الطابوق والأسمنت وغيرها وتعالت أصوات أهل المدينة ثانية بضرورة بناء جسر كتبوا معاناتهم في الصحف وغيرها من وسائل الأعلام. ولما كان المنبر الحسيني ومواكب للطم هي المنبر الشعبي الحر والذي يعبر فيه الناس عن مشاكلهم وهمومهم حيث أيصالها بسهولة الى مسامع المسؤولين حيث كانت المواكب هي ضمير الشعب الذي يعبر فيها عن عشقه الحسيني ويطرح همومه الحياتيه وكان لأهالي الخضر صوله في هذا المجال فحملوا همومهم من خلال المواكب الحسينية لمطالبة الحكومة ببناء جسر فكانت جوقاتهم (الدستات) في أربعينية الأمام الحسين (ع) في كربلاء تقول:
ركبنه بكعود والطبكه ماخذت يحسين
ونريد منعندك جسر يبن الزجيه
وبمعنى أن الطبكه لاتستوعب ركاب كثيرين وأجرة الطبكه اربع فلوس والكعود أجرتها عشرة فلوس لذا فأن الحاجه ماسة للجسر أما الثانية فهي:
بعد المحطة سبعمية متر يحسين
ونريد منعندك جسر يبن الزجيه
وأخيرا وفي بداية الستينات من القرن الماضي جلب جسر السماوة الخشبي القديم الى الخضر وأحدث وجود ه أنعطافه في حياة الخضريين حيث السيارات التي باتت تعبر الى الصوب الكبير وهي تحمل الركاب والخضروات والمواد الأنشائية وأصبح أنفتاح المدينة بالعالم الخارجي واسع وأنتهت والى الأبد مهمة المعيبر وهو الشخص الذي يتكفل بنقل المسافرين بالزورق (الكعد) من المدينة الى المحطة (والتي هي بعيدة نسبيا عن مركز المدينة) حيث كان قطار العادي (وهو قطار متري كراسيه من الخشب يمشي ببطء 22-25 كم في الساعة) يصل الخضر قادما من البصرة عند الفجر ويتجه الى بغداد.
بعد أن تتم عملية تبليغ المعيبر من قبل المسافرين في القطار بسفرهم قبل السفر بيوم يبدأ الرجل من خلال المرور قبل الفجر لبيوتهم لأيقاضهم فردا فردا ثم يستقلون الزورق و التوجه الى المحطة قبل وصول قطار العادي حيث السفر وأهم من مارس مهنة المعيبر عبدالله دخان وحسن سلمان جريو آل حسن أما القاصدين مدينة الخضر ، فبعد نزولهم من القطار وركوبهم الزورق تستقبلهم دواوين الخضر، ديوان السادة وديوان مسلم آل مطلك، وديوان شيخ عبد آل محيسن وديوان شيخ محسن البزوني وديوان آل حميد وديوان آل زليف آل فدار وديوان حاج جبر آل حميدي وديوان حاج جاسم آل علو وديوان آل عجيرب الذي أختص بحل مشاكل الناس وديوان حاج محمد المياوي.
هذه الدواوين التي تفوح رائحه القهوة العربية وأباريق الشاي وأكلة المفطح (وهي الرز مع نصف خروف مسلوق يوضع في أناء دائري يسمى صينية) تفتح أبوابها من الصباح حتى الليل للضيوف وتعلولة الى أهل المدينة حيث لكل ديوان رواده يناقشون فيه أمور حياتهم ويتطرقون الى الشعر ديوان العرب خاصة الشعر الشعبي الذي له فنونه النظميه المتعدده والمتشعبه والخوض في غمارها كالسباحه في بحر ممتد. والمهوال أحد فنون الشعر الشعبي ويعتبر الشريان الرئيسي للشعر الشعبي، فالمهوال هو صورة الشعب والأهزوجة (الهوسه) ترسمها الحروف تمثل نبض الشعب لما تمثله من أثارة النخوة والحمية ووظيفتها التحفيز والأستنفار والأستعداد للمنازلة مع الأعداد من تلك الهوسات المجسدة للصمود هوسة المهوال الخضري حسين آل حاج كاظم:ـ
بني حجيم بنزلهم دوم علكت شر
جمرة ومن جهنم دوم تتوجر
ردينه المراجب ذيج والعسكر
يشهد بيها حتى تشرشل
ا وله أيضا:
يوم العاشر بعاشور عرضوا عرض ربع حسين
تسمع دنه الهوسه وتناخوا كلهم مفرعين
بيرغهم النمش حبيب البيه نومه العين
اتبلعك حيتنه وتتلمض جيب الكوفةوجيب الشام
أما أشتعلات المهوال هلال العبساوي:
معيبه هالزمن بالناس والله يحير بأمره
خذت نهج البلاغه الناس منه وسوت للكمر سفره
وأحنه نصيح ونغني ولك يا ريل لاتصرخ أخاف تفزز السمره
العالم وصلت للمريخ وأحنه عل سمره انسولف
أما المهوال حسن وادي يقول في وصف سيف ذو الفقار :
يسيف الما دخل معمل ولا طب نار
ولا دولة التصنعه ولا تصدره أقطار
أنشطر شطرين بالطف صار اللي تذكار
هديه من الجليل أهداهه للمختار
لوله الخمسة وذاك السيف أهتزت بينه الدنيه ومالت
وانتقالة الى اشتغالات المهوال حسين ابو هاشم الكيم وعند مرور الملك غازي في محطة الخضر بعد زيارة الى الناصرية وخلال استقباله من قبل أهالي الخضر في محطة القطار قال : وحك جدك يغازي وعزة المعبود
عدنه الناصرية والسوير شهود ست اشهر يثور التفك والبارود يشهد بيها ديوان امريكا ضافة الى أن هناك مهاويل مثل عناد آل جفات وعويجل آل صنكر.
ومن الدواوين المشهوره في الخضر ديوان المرحوم شيخ عبد محيسن هذا الرجل رغم عدم معرفته القراءة والكتابة لكنه متحدث ضليع باللغه العربية يعرف أن الفاعل مرفوع والمفعول به منصوب أضافة الى قواعد كثيرة في اللغة العربية وقد تميز هذا الديوان أن صاحب الديوان هو القاريء فيه (الروزخون) حيث يقرأ مقتل الأمام الحسين بصوت جميل ومؤثر مستند الى كتاب لوط بن يحيى بن ابي مخنف حيث كان ولده طالب (طبيب متقاعد يسكن كربلاء من أوائل الأطباء في الخضر) يقرأ له في الكتاب المذكور أضافة الى كتاب لواعج الأحزان لأبن طاووس ولذكائه الفطري وأهتمامه باللغة العربية وكثرة الأسئلة حولها تراه كما أسلفنا متحدثا لبقا وقد حضرت في طفولتي بعضا من مجالسه حيث الصوت الجهوري ولباقة الحديث وشخصية التي تسحر الجلاس وبعد وفاته تولى ولده المرحوم عبدالجبار مهمة العناية بالديوان حيث كان من وجهاء مدينة الخضر المحبوبين وكان يوم وفاته يوما مشهودا في الخضر بعد أن أغلقت أغلب الدكاكين أبوابها وجرى له تشييع لم تشهد له الخضر مثيل ألا تشييع العلامه محسن البزوني أما الديوان الثاني فهو ديوان حاج محمد المياوي.
لقب بالمياوي لوجود (الميوه) الفاكهه آنذاك في بستانه ووقوف أصحاب المراكب والسفن قرب بستانه المطل على ضفة الفرات الأيمن ويأكلون الفاكهه وعلى أثر ذلك لقب بالمياوي كان الرجل شأنه شان أهل الخضر كريما ذو ديوان عامر له علاقة وطيدة بالمرجعية الدينيه في النجف حيث كان المرجع الديني الكبير الشيخ كاشف الغطاء يزوره عند زيارة الخضر تزوج سبع نساء من سبعة عشائر لحكمته في وحدة الناس وتقاربهم.
أما ديوان الشيخ محسن البزوني فإضافة الى اختصاصه بحل المسائل الشرعية كان مجلس علم وأدب وأصدر صاحبه كتاب ( القول السديد في نقد شرح ابن ابي الحديد) وكان صاحب الديوان شخصية محبوبة معروفا بزهده وتدخله بحل مشاكل الناس .
ووقفتنا الأخيرة في ديوان شنابه آل فداخ هذا الرجل الكريم جدا والذي أضطره القحط الذي حل بمدينة الخضر في أحد السنين يبيع جزء كبير من أملاكه ليشتري الطعام الى أبناء مدينته كان الدواوين في الخمسينيات وقبلها تضاء ليلا بالفوانيس حالها حال مدينة الخضر حيث لم تعرف المدينة الكهرباء ألا عام 1957 كان المرحوم جهادي ملوح (أبو الفوانيس) عند الغروب يمر على الفوانيس المعلقه على جدران البيوت الخارجية في أزقة ودرابين الخضر ينظف زجاج الفانوس أولا بما علق فيه من غبار أسود (صخام) ثم يملأه بالنفط من تنكه يحملها معه عند عمله ثم يقوم بعد ذلك بأشعال الفانوس وفي عام 1957 جلبت البلدية مولدات كهربائية قديمة تشتغل بالنفط الأسود وحينما تعطل المولدات يهتف الأطفال (ردونه لفانوس جهادي) وأصبح مثل شائع الى أن تم ربط المدينة في 1968 بالكهرباء الوطنية والتي هي الآن تعاني من أمراض كثيرة تنخر جسمها مما جعل أهل الخضر يتحسرون على أيام فانوس جهادي!! وعصا عريف الشرطة عبدالزهرة الذي يتهيب منه أهالي الخضر ويلقبونه بالحاكم العام لمدينة الخضر حيث كان صارما بفرض القانون بقوة رغم قصر قامته وشاربه الكث (رجل من أهالي الديوانية تزوج أمرأة من الخضر وأستقر هناك) ويتحسرون على الأخرس (ولعي) الذي كان يخيف الأطفال المشاكسين ويجعلهم يحترمون الكبار في الأعياد الدينية (عيدالفطر وعيدالأضحى) تقدم الدواوين لضيوفها صباحا ، الكاكول (قطع دائرية معمولة من الطحين والدهن والسكر) وشراب الزعفران بدل القهوة والشاي ،أما الأطفال لإانهم يستعدون قبل ثلاثة ايام من العيد خاصة عيد الفطر المبارك اليوم الأول غالبا ما يستلمون ملابسهم من الخياط والذهاب الى الحلاق (حيث يحلق لهم حلاقة الكذلة أو حلاقة البريص وحسب الذوق )واليوم الثاني يسمى ( أم الحللس ) وهو اليوم الذي يقوم الأطفال البنين بوضع الحناء من قبل أهلهم في ايديهم عند المنام والبنات يوضعن الحناء بأيدهن وأرجلهن عند المنام ثم تغطى الأيدي والأرجل بقطع قماش حتى يحفظ الحناء ، وعند الصباح تغسل ألأيدي والأرجل لتكتسب لون الحناء الجميل المعروف ، أما اليوم الثلث فيسمى ( أم الوسخ) وهو يوم تنظيف الأجسام بالصابون والليفة والمجلاية وبعد الأكد من ظهور الهلال غرة شهر شوال حيث يخرجون ليلا يدقون على الصفيح ( التنك ) ( وداعة الله يا شهر رمضان ) يمتاز اليوم الأول من أيام العيد أن فطورهم الصباحي هو بيض مسلوق ملون باللونين الأخضر والأحمر يتناولوه بسعادة غامرة .وبعد أن يلبسوا ملابسهم الجديدة والمخصصة للعيد و يأخذوا عيديتهم يذهبون الى المراجيح في منطقة الربضه (منطقة بيوت آل شيخ محمد وبيت عقيل آل سيد طالب)،حيث يركبون دولاب خضير دولاب الهوى( دولاب خشبي يدار باليد) مقابل كاكولتين أو فلسين وهم يغنون (دولاب خضير ما ريده) والبنات يغنين (أم البنيه نصلت وتريد قايش طيره/ وأم الولد زعلانه وتريد واحد غيره) أما الأولاد فيغنون على أيقاع رقصة الجوبي:
نعله أعلبوا أهل الطليان
لابو المسرحج بيهن
أمج ماسيرة بغداد
وأنتي أصلاح الزراعي.
لابد من وقفه أمام أمرأة فاضله هي فاطمة آل صفوك( بيتها قرب بيت آل مطلك) حيث كان بيتها مفتوحا للأطفال تعلمهم قراءة القرآن رغم جهلها القراءة والكتابة تعلمهم بطريقه التزبير فحين تقرأ (الحمدلله) تقول ألف لام زبر (أل) حاء ميم زبر حم (الحم)دال دش دو (الحمد) ويردد الأطفال وراءها كل مقطع ثم تقول لام لام (لل) هـ زبر (هـ) وهكذا وكانت تتقاضى ثمن التعليم هو جلب الماء لها من قبل التلاميذ من النهر حيث لم تكن هناك أسالة ماء ذاك الزمان.
وبعد أن أستعرفنا حياة المدينة الهادئة الكريمة ننتقل الى شخصيات أهل الخضر الدينية والسياسية لقد خرج من عباءة هذه المدينة نخبة من رجال الدين الذين أثروا الثقافة الدينية العراقية والشيعية بنتاجهم المعتمد على أفكار ومنهجية حياة آل بيت رسول الله (ص) فكانوا رموزا تفتخر مدينة الخضر بهم ويفتخر بهم الفكر الشيعي منهم
1- الشيخ أسد حيدر ومؤلفاته:
الأمام الصادق والمذاهب الأربعة(6 أجزاء)والثورة الحسينية(جزء واحد)
وسيد عبدالزهرة سيد حسين الخضري ومؤلفاته:
شرح شرائع الأسلام(8 أجزاء)ومصادر نهج البلاغه وأسانيده(4 أجزاء)سرقات المتنبي من نهج البلاغه(كتيب صغير)ومقتل الحسين (ع)(كتيب صغير)
2- الشيخ كاظم عليوي ومؤلفاته/
الشهب اللوامع (حياة المعصومين من النبي الى المهدي 14 مجلد)
3- الشيخ محسن البزوني ومؤلفاته(القول السديد في نقد شرح أبن أبي حديد)
4- الشيخ محمد حسن عليوي ومؤلفاته(هكذا تحدث أبو تراب)(واقعنا المعاشي)( أوراق السلطة الرابعة)(خلود الأوراق المتناثرة)(قصة أعتقال صلاة الجمعة في زمن الغيبة)(دليل الحاج)(نهج السياسة في قول عمر بن الخطاب)(أعمال المعتمر
وقائع الأيام المريبة)(حياة السيد السيستاني)(حياة الشيخ الفياض)(لماذا الخلود للحسين)
ممكن القول أن هذه المؤلفات القيمه جعلت مدينة الخضر في طليعة المدن الجنوبية التي يشع منها الفكر الشيعي الفكر الأنساني الذي يلتف حوله المظلومون والفقراء والمساكين من المسلمين،
اضافة الى ما ذكرهناك اسماء قدمت الكثير للفكر الشيعي منها الشيخ طالب آل حيدر والشيخ محمد آل حالوب والعلامة السيد داخل الخطيب والشيخ محمد رحيم الريشاوي والشيخ راضي آل منسي الطائي والسيد فيصل نعمه الياسري والقاريء الحاج جبار علي ساجت.
وأنتقاله الى السياسيين والذي يبرز أسم المرحوم (محمد أحمد الخضري) عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي والذي أغتيل على يد الفاشي المجرم ناظم كزار بأيعاز من المجرم صدام في سامراء عام 1971 هذا الشاب الجريء الذي يحمل في قلبه هموم الفقراء من أبناء وطنه وقد رثاه أحد الشعراء بقصيده منها:
بجينه وما بجينه عليك يا جلمه بحلك تاريخ
وتحت فوك وجنات الزمان بدور
بجينه شنعتذر لو عاتبت بابل
بجينه شتعتذر لو عاتبت أشور
بجينه وما بجينه ندريبك عدل
والموت فنه الموت يمحمد عليك يفوت
ندريبك خذت صوغه ورحت طارش
تودي أخبارنه لحازم تودي خبارنه لصارم
تودي أخبارنه لكلمن بهذا الدرب حط رجله
يانفحت ورد نيسان يا شيله الراس وهيبة الديوان
يشامت روح دور كل تواريخ النضال وشوف أسامينه
يشامت فوك هامات النجم والغيم تلكينه
يشامت روح وأنشد ثورة أكتوبر
وأسأل كل كتر بالصين وأنشد صوفيا وبرلين
وأسأل سجة الغابات تلكي بكل
كتر منه يشع فوك العشب دمنه
وأحبال الصلب تتغاوه كلايد فوك ركبتنه
هذوله أحنه بعدنه أحنه خضيري الهور يتغنه بسوالفنه
وعلى أثر ذلك وبعد حمله تصفيات كبرى أسشهدوا رفاقه أثر التعذيب في سجون الطاغية أذكر منهم المرحوم ياسر شراد والذي زاملته حين كنا طلاب في ثانوية السماوة وكذلك طلاب في دار المعلمين في الديوانية في بداية ستينيات القرن الماضي حيث كان المرحوم دمث الأخلاق متفوقا دراسيا متعاون يؤمن بعملية التكافل الأجتماعي وكان رحمه الله متفائل جدا في حياته أضافة الى المرحوم كاظم حسون.
وأنتقالة الى موضوعة الشعر العربي الفصيح يبرز أمامنا الشاعر والناقد والأعلامي نجم الجابري.
أعتمد نجم الجابري في بناء القصيدة على أبقاء قيود القافيه الواحده مع الأبقاء على وزنها وأيقاعها الموسيقي معتمدا بأتباع أسلوب قصيدة الومضه بينما جاءت بعض قصائده عبارة عن سيرة ذاتيه جاء هذا في مجموعته (حب في زمن الأحتلال) والثانيه (دنيا ضفاف)
يقول في قصيدة (حدثيني)
حدثيني عن فراق منك جاء
عن جراح عانقت وجه السماء
عن شجون صار فيها العطر ماء
حدثيني عن رموش أغفاها البكاء
وأنحنى منك هاما
في سقى الكبرياء
أن حبي ظل ناموس المساء
وعصافيري تغادر صمت الوفاء
لتغني وغناء الطير شقاء
حدثيني عن نهارات الضياء..... الخ
كذلك تضمنت المجموعتين قصائد عن الذكرى ورثاء الأصدقاء والتغني بحب الأمام علي (ع)، كذلك وجود الحبيبات الوهميات في قصائده برومانسية مترفه ورغم غزارة أنتاجه الشعري لكنه أكتفى بالكتابه بالصحف مبتعدا عن أضواء المهرجانات الشعريه ،لقد دخل عالم الشعر في هدوء وظل يحلم بهدوء له عشرات القراءات النقدية عن أدباء من محافظات البصرة وبغداد ومن الوطن العربي في الصحف العراقية والعربية ومواقع الأنترنت وله محاولات في كتابة القصه القصيرة كقصة (تيمور) تناولت بوثائقية قصة تعذيب شعب والمقابر الجماعية من خلال السيرة الذاتية للشاب الكردي (تيمور) الناجي من المقابر الجماعية.
وأنتقالة الى أشتغالات الشاعر حيدر بجاي الذي هاجر الى أمريكا، أصدر المجموعة الأولى نهاية التسعينيات ثم أصدر مجموعة شعرية باللغه الأنكليزية لم نستطع الحصول عليهن. وقد أظهر الشاب باقر الغزي قدره على كتابة الشعر الحر والشعر الحسيني وكتب كذلك في أغراض أخرى في الشعر ونشر في صحف عديدة.
وأخيرا لنا وقفه خاصة مع أقدم شعراء الخضر الذي لم يسعفنا الحظ للقائه هو الشاعر المخضرم محمد العبيدي عامل الكهرباء البسيط الذي عشق الشعر واعشقه الشعر يؤرخ في أحداث المدينة بالشعر أذكر بيت من قصيدة قالها عند نقله الى قضاء السلمان يقول فيها:
قومي أهتفي يابلدة الشجعان
للشاعر المنقول للسلمان
وفي قصيدة أخرى له يخاطب صديق له :
كفى من عهدك اغتصبا كنار تحرق الحطبا أتذكر ام كلثوم شدت من لحنها الطربا وأنتقاله الى رواية (وأنزجر الجلاد فمتى ينزجر أيتامه) للروائي أبراهيم فرحان الخضري والتي تعتبر أول رواية تخرج من معطف مدينة الخضر على يد ولدها الشاب أبراهيم فرحان، رغم أن الرواية من رواية السيرة الذاتية لكنها في نفس الوقت تعتبر من أدب المقاومة حيث رحلة الشاب ماجد والذي هو كاتب الرواية ومحاولة أختفائه بصمت في مدن كركوك والكوت والناصرية وأعتقاله ومقتل صديقه عباس ثم القبض عليه ووصف دقيق لما جرى له في الأمن أن المكان في الرواية هو سيد الموقف خاصة في رحلته الأسطورية عبر البادية الجنوبية ووصوله الحدود السعودية ثم مدينة القرية العليا ثم ولوجه الى الكويت ،وفق الكاتب بوصفها بالآيات القرأنية مثل (أو من يخرج من بيته مهاجرا الى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله وكان الله غفورا رحيما )صدق الله العظيم ومعاناته في مدينة الكويت.
تسترسل الرواية على نحو متتابع ومتوال في نسج حدثها بعيدا عن أفتعال الشكل الفني وأقتحام الثيمات التي قد تبعد النص عن بؤرته الحقيقية والتي تمثل سيرة السارد النضالية وهي وثيقة أدانه واضحة وصادقة للطاغية وأزلامه. أما اشتغالات القاصة والناقده د.فوزية الجابري والتي ظهرت في الأونه الأخيرة كممثله لنضوج الأدب الأنثوي في محافظة المثنى وتسلقها السريع للوصول الى قلب خارطة النقد القصصي العراقي والعربي لابد من وقفه نقدية عامة لقراءة مجموعتها القصصية (الجسر) وأكتشافنا قدرة الكلمة المبدعه الصادقه على مقارعة الأستسلام أو الأندساس في سلال المهملات وهذا ما أكده شخوص قصصها الفاعلين وأحداثها المليئة بحكمة الأستشراق الأنساني الصادق لتقلبات الواقع الأنساني من خلال أستتراتيجيتها المبدعه ونظرتها الثاقبة في تأطير الواقع وأستشراقاته غير المصابه بالخذلان، مجموعتها فرصة لأضافة عمل جديد الى قائمة الأعمال التي تحققت لذة التلقي وسمو فعل القراءة من خلال توثيقها لهواجس الناس وغاصت في مشاعرهم وتم ذلك في أحداث حرب الخليج 1991 والحرب على المدنيين.
أما المسرح في مدينة الخضر
تسجل التشابيه (وهي نوع من التمثيل) لواقعة الطف وأستشهاد الأمام الحسين (ع) حيث بدأت في أواسط الخمسينيات تمثيل في الساحة الواقعة بين مقام الخضر (ع) ونهر الفرات وتقدم عرضين العرض الأول واقعة الطف والثانية بعد واقعة الطف بثلاثة أيام (الدفنه) أي يوم 10 و13 محرم.
حيث يقوم المرحوم حسين حاج كاظم والد الحاج هاشم أبو عايد أحد شيوخ الكوام بأخراج العملين ( وقبله كان المخرج المرحوم الحاج شريف آل جوير )معتمدا على نصوص قديمة مثل نص (لواجع الأحزان) لأبن طاووس وآراء علماء الدين الموجودين في الخضر يؤدي دور الأمام الحسين (ع) الحاج جبير آل صالح وقبله كان المرحوم حسين ظاهر الخفاجي والحاج نعيم آل أحمد دور العباس (ع) وقبله كان يؤدي الدور حاج محمد المياوي وكذلك الحاج حبيب آل علو بدور عمر بن سعد يتم التحضير والتدريب على التمثيليه قبل أكثر من شهر وتتم عملية بواسطة نص مكتوب أمام الممثل الذي يجهل القراءة والكتابة فيتم تلقينه يوميا حتى يحفظ الدور ويتطوع المرحوم عبد مناف خياطة الملابس بعد جلب القماش من تبرعات البزازين والناس وتدريب على ركوب الخيول من قبل أشخاص قرويين يستمر العرض الأول لمدة من 4-5 ساعات على فضاء تمثيلي واسع معتمدين في التمثيل على الطريقه العراقية القديمه في التمثيل يذكرنا هذا العمل والأعمال الشبيهه بعملية التطهير (الكتارتس)لأرسطو حيث الفجيعه بأثارة الخوف والشفقه وصولا الى تطهير النفس من الدرن التي فيها وهذا ما نشاهده في معركة الحسين (ع) يشاهد العربأهل المدينة وأهل القرى القريبة حيث يستعد اهل المدينة بتجهيز الطعام للقرويين الذين يأتون لمشاهدة العرض وبعد ثلاثة أيام تعرض التمثيلية الثانية وهي الدفنة ( أي دفنة الحسين وأصحابه عليهم السلام من قبل بني أسد .
أما المسرح فمدينة الخضر حالها حال أغلب المدن الصغيرة في العراق بداية المسرح فيها بداية مدرسية حيث عام 1954 قدمت مسرحية على قاعة مدرسة الخضر الوحيدة شارك فيها المعلمون أبراهيم كتان وكريم جيجان ولايم خلخال وعبدعلي عزيز وتركي عطية أضافة الى التلاميذ كما أخبرنا السيد خلف عبدالعالي.
وفي عام 1967 قدمت على قاعة مدرسة الخضر (والتي سميت المعتصم) مسرحية شعبية بعنوان (سلّو يتمرض) وهي مسرحية ريفية تتحدث عن قروي يتمرض ويذهب الى المدينة وهناك يقع في مشاكل لعدم تأقلمه مع حياة المدينة وهي مسرحية كوميدية بسيطة تأليف جبار الحلي (موظف بالبلدية) وأخراج المعلم عبدالحسين رجه تمثيل صبيح عبدالله وفاضل ياس ومحمد حسين العبيدي.
وفي بداية السبعينيات قدمت مسرحية في كراج السيارات يقع قرب مركز الشرطة تتحدث عن الفلاحين وظلم الأقطاع أداها مجموعة من الطلبة وحصلت مفارقه تستحق الذكر لم يرق لأحد المشاهدين ويبدو أنه أقطاعي أحداث المسرحية والأدانه الواضحة لأعمال الأقطاع غير الأنسانية فأخرج مسدسه وأطلق اطلاقات نارية في الهواء أستنكار لما يطرح في المسرحية. وكذلك قدمت فرقة نقابات العمال عمل عن معاناة العمال بمناسبة عيد العمال وذلك في 1/5/1970 على قاعة ثانوية الخضر للبنين مقابل البلدية.
تم تأسيس فرقة الشباب في منتصف السبعينات وقدمت مسرحيات تعبوية أضافة الى أعمال تدعو الى النظافة والنظام ومن أعضائها عمران موسى وداخل جبار والمرحوم جبار رويضي، وفي سنة 1975 قدمت مسرحية (قيس وليلى) أعداد الأستاذ ستار لفته فرحان وأخراج المرحوم كاظم رجه وأشراف الأستاذ عبدالمنعم سلمان وقام بدور قيس سهيل بتور وطلال أحمد (أبن قائمقام الخضر) بدور ليلى وهو عمل كبير قدمته ثانوية الخضر ولازال عالقا بذاكرة أهالي الخضر حيث التمثيل الرائع والملابس المصممة خصيصا للمسرحية.
واستمر تقديم أعمال المسرحية المدرسية أضافة الى أعمال فرقة أتحاد الشباب في السبعينيات وعند الثمانينات تأسست فرقة الوركاء في عام 1982 كانت تعتمد في تقديم أعمالها المسرحية على التموين الذاتي (التبرعات) حيث تقدم عروضها على قاعة الشباب أو ثانوية الخضر مجانا أعمال أهمها العمل العالمي (أسطورة سيزيف) أخراج رحيم كاظم هكوش ونزار محمد سلمان وقام بتمثيل المسرحية منذر ناصر عبدالله/ والي بجاي/ كريم بشين/ سهيل بتور/ حسين خضير/ محمد عبدالكاظم/ المرحوم قاسم لايذ/ هادي رزاق كشكول/ فاضل محمد خلاوي صممت الأنارة والملابس من قبل المخرجين ، لقد أبدع شباب الخضر بتقديم هذا العمل العالمي وقدموا برؤية حديثه جمعوا الرمز مع الأسطورة في عملية رفض مبطن للحرب السائدة أنذاك وكذلك قدموا مسرحية الصخرة وكان في الفرقه خمسة ممثلات لا يسعنا ذكر اسمائهن الآن، وتأسست في نفس الوقت فرقة 17 تموز وكانت منافسه لفرقة الوركاء ومن أعضائها ناطق جاسم كريم/ نزار عبدالحسين/ قاسم كاظم وقدموا أعمالاً شعبية منها وين الأرض/ الثورة الفلسطينية وقد قدم الفنان حامد داخل - الذي يعتبر اول خريج اكاديمية الفنون الجميلة فرع المسرح في مدينة الخضر - أثناء تواجده مدرسا في ثانوية الخضر أعمال جميلة منها (هم وسيدهم والآخرون) ولاننسى جهود الممثل سهيل بتور ممثلا ومخرجا لمسرحية منوعات حيث عشقه الكبير للمسرح وقيامه بدور المرأة بجراءة وحلاوة وكذلك الممثلين بدر جابر والمرحوم علي حسين ساجت.ولا بد من ذكر اعمال الفنان محمد حبيل في التسعينيات .كذلك لابد من وقفه مع الممثل غازي جناح حيث كان يمثل ويغني في مناسبات أهل الخضر والزواج وغيره هذا الرجل ذو الروح المرحه والذي يقوم وأمام الجمهور بتغيير ملابسه حسب الدور الذي يمثله حيث كان يؤلف ويخرج ويمثل وحده وهو يشبه ما كان يجري في بغداد في الثلاثينات من القرن الماضي .ونذكر أعمال جمعة عناد الذي كان يؤلف ويخرج ويمثل تمثيليات يقدمها في مناسبات الأعراس والمواليد والتي تثير الفرحة لدى أهالي الخضر .ولا يسعنا الا ان نذكر الأوائل الذين اشتغلوا في المسرح وهم المعلمون حميد شمال ويوسف أحمد وهادي عبد العال والطلاب المبدعين وصفي راضي والمرحوم سلام شريف عباس والمرحوم طالب الشيخ هادي وبدر العرام أوالحديث عن السينما فكانت هناك سينما متجولة في عام 1952 - 1954 تأتي الى الخضر تابعه الى مديرية الدعاية العامة تقدم أفلام سينمائية مثل عنتر وعبله أضافة الى أفلام تحث على النظافة والعادات الحسنه، وقد جلب المرحوم الصور صبحي عارضه سينمائية يدوية الى محله وكان يدخل الأطفال مقابل عشرة فلوس ليعرض أفلام شارلي شابلن.
أما التلفزيون في نهاية الستينات شهدت مدينة الخضر حضور البث التلفزيوني خاصة حينما تكون الرياح شرقية حيث تظهر قناة البصرة في التلفزيون الوحيد في المدينة في مقهى راضي حاج حسين والجلوس في المقهى بعشرة فلوس يكرر الجلوس بين فترة وأخرى كل فترة عشرة فلوس. أما التشكيل
بداية لابد من الكتابة عن الفن الفطري في مدينة الخضر وخاصة النحت والذي أبدع فيه الفنان الفطري المرحوم كاظم خضير الخفاجي والمرحوم ولده لطيف رغم تقليدية عمل الفنان المرحوم كاظم خضر ودقته المتناهية حيث كان ينحت قطع الآثار بعد أن يأتي بقطع من الحجارة من مدينة الوركاء القريبة من الخضر 15 كم قطع غالبا ما تكون أسطوانية متوفرة في أرض الوركاء حيث يبدأ عمله بواسئل بسيطة مخيط (أبرة طويلة) ومبرد صغير حيث يقوم بنحت أشياء مشابهه تماما لآثار الوركاء بعد أن يطلع عليها في الكتب حيث ينحت عبدة النار أو حاملات النذور و يقوم ببيعها في بغداد الى أمين مسيح (صاحب محل عرق مسيح) وغيرها بسعر زهيد في متراوح بين (30-40) دينار للقطعه الواحده بينما يقوم أمين مسيح ببيعها بالآف الدنانير. وقد وصلت ثلاث قطع من منحوتاته كما أخبرني نقلا عن أمين مسيح الى أحد قاعات المتحف البريطاني حيث أعتبرها الخبراء القطع الأصلية التي يبحثون عنها لتكملة قطع أخرى معروضة في المتحف. أن السر وراء نجاح منحوتاته كما أخبرني بسر المهنه حيث قال لي قبل وفاته بسنوات قليله وبعد أن أقعده المرض قال لي كنت أجلب قطع الحجارة خاصة الأسطوانية من الوركاء ثم أضعها في قدر فيه ماء وملح وبرادة حديد متأكسده (زنجار برادة الحديد) بنسب متساوية وبعد أن تسخن بالبريمز (طباخ صغير يشتغل بالنفط الأبيض) لمدة 4-5 ساعات تصبح القطع لون المنحوتات الأصلية وهذا هو سر المهنه الذي أخترعته بعد ذلك أقوم بالنحت مستندا الى صور من كتاب خاص بآثار الوركاء ويستمر عمل القطعة الواحدة يوم أو يومان و كانت تدر علي أرباح كثيرة أقوم بنقلها بدقه ونقل الكتابة المسمارية دون معرفة معناها حيث أنني رجل أمي لا أعرف القراءة والكتابة.
أما النحات الثاني هو ولده المرحوم المصور لطيف حيث كان ينحت تماثيل نصفية للأشخاص من الطين بعد أن يجلب الطين الخالي من الرمل والعوالق الأخرى يقوم بغسله عدة مرات لتخليصه من الملح وبعد ذلك يعرضه للشمس يجف قليلا ثم يأخذ منه قطعه بحجم الرأس وصدر الأنسان ويقوم بعملية النحت بواسطة يديه وسكين صغير لمعرفته الفطرية بالتشريح والنسب معتمدا على صور شخصية للرجل المراد نحته ثم يقوم بتجفيفه في الشمس وتلوينه وقد قام بنحت ضباط كثيرين حينما كان عسكريا وقد مات رحمه الله بحادث مؤسف وكذلك هناك نحات فطري أخر هو المرحوم داوود البدري لم تتوفر لدينا معلومات حوله.
أما الحديث عن الرسم فكان الفنان هادي عبد العال زليف والذي برز في الستينات هو رائد الحركة التشكيلية في الخضر كانت رسومه واقعية مستله من الحياة الأجتماعية التي يعيشها وبرع كذلك بالبوستر حيث عمم له بوستر على مستوى العراق موضوعه عن الحملة الوطنية لمحو الأمية وكان ذلك في سبعينيات القرن الماضي وكذلك النحت حيث له منحوته جميله كانت تتصدر أحد المدارس في قضاء الخضر أمتازت أعمال الفنان هادي بالموهبه المشفوعة بالأطلاع على نتاج أعمال الفنانين خاصة فناني محافظة المثنى من خلال مشاركته في معارض نقابة الفنانين وكذلك أعمال الفنان سامي مجلي في مجال الخط العربي والتخريم على الخشب وهو من جيل الستينات القرن الماضي وفي الثمانينات من القرن الماضي ظهر الجيل الثاني من الفنانين أبرزهم الفنان والي بجاي خريج معهد الفنون الجميلة أمتازت أعماله بالواقعية ذات الصبغه الأنطباعية من حيث شرقية الألوان فبين شموخ النخله الى شناشيل وأزقة الخضر حيث كانت ريشته تتجول، شارك في معارض وزارة التربية القطرية وكذلك أعمال الفنان نعمان الخضري الذي هاجر الى ليبيا وقد أمتازت أعمال الفنان عمار ياسر بالتخطيط بقلم الرصاص حيث قوة التخطيط والتأكيد على الضوء والظل ورمز التشريح والنسب أضافه الى أعمال الفنان موسى حسون الواقعية.
ما شاهدناه من أعمال فناني قضاء الخضر هو تشابه المدارس الفنية ألا وهي المدرسة الواقعية رغم أن بعضهم تخرج من معاهد الفنون الجميلة الواقعية المهجنه بالأنطباعية هذه الواقعية المنفذه بتؤده ودرايه من أجل الوصول الى الركب الفني في المحافظة. واخيرا هناك الخطاطين حسين خضر والشاب طه خزيان اللذين سلكا الطريق الصحيح من حيث تنوع الخط المؤطر بصفة الزخرفة العربية للوصول الى جمالية الحرف العربي.
أما الأعلاميون فقد رفدت مدينة الخضر الساحة الأعلامية العراقية بشباب ممتلئين بفكر أعلامي متفتح جعلتهم يغزون الفضائيات العراقية والعربية وكذلك الصحف العراقية فمن فضائية العالم تظهر صور الأعلامي نعمة عبد الرزاق وهو يواكب أحداث الساعة ،أما الصحفي والأعلامي نافع الفرطوسي من خلال عمله الصحفي الذي ناهز العقدين من خلال عمله في مختلف صحف العاصمة بغداد مثل الاعلام ، الجامعة ، صدى الجامعة ، الاقتصادي ، المصور العربي ، الرياضي وغيرها كما عمل سكرتير تحرير في جريدة الوركاء في العهد البائد وأثبت فيها جرأة كبيرة في مقالاته ، وبعد سقوط النظام البائد بأيام قام بخطوة جريئة سبق فيها صحفيي محافظات القطر كافة عدا بغداد حين أصدر صحيفة السماوة التي صمدت رغم عقبات كثيرة منها قله المحررين والدعم المالي في البداية. أحيي هذا الشاب الهاديء والذي يلسع في قلمه كل من يسيء للأنسان معتمدا على سلاحه العلمي كونه خريج كلية الأعلام وتجربته وخبرته الطويلة إضافة الى اصداره جريدة السماوة كان أول مدير مكتب لجريدة الصباح في المحافظة كما وأصدر مجموعتين شعريتين الأولى ( نهايات متداولة 2002 ) تنبعث منها روافد غزلية تسيل عذوبة حررها من القافية وجعلها تدخل الى القلب الذي بعد ان يفك رموزها يهيم حلما وكذلك أصدر مجموعته الثانية ( اغترابات أخرى 2005 ) وهي مكملة للمجموعة الأولى.. فضلاً عن ظهوره في شاشات التلفزيون وتقديمه لأكثر من برنامج على الهواء.
أما الإعلامي يوسف المحسن الذي بدأ شاعرا وأصدر ديوان مشترك مع زميله الأعلامي حسن حلاوة بعنوان ( مآرب أخرى )ثم اصدر مجموعته الخاصة ( غبار النحت)بعد ذلك أصبح محرراً في صحيفة الوركاء ثم كاتب عمود نيران صديقه في صحيفة السماوة وهي نوع من النيران الهادئه التي تقول ان الأنسان بناء الله في أرضه بأمر الرب ممنوع قتله وممنوع استلابه بعد ذلك انتقل الى العمل التلفزيوني كاتبا للسيناريو حيث كتب مسلسلات أذكر منها ( شميل بن أبي الخضراء - لصوص العرب)واستقر به الآن مديرا للأخبار في تلفزيون المثنى .
كما يظهر لنا الشاب حارث الخضري الذي يكتب التحقيقات الصحفية المتميزة في صحيفة الصباح وهي طليعة الصحف العراقية ولا ننسى الأعلاميين هادي رزاق كشكول وعلي حسين عزاوي وفاضل حبيب وصاحب نافع عجيل وكاظم كبيح الحناوي وغيرهم من حملة البكلوريوس في الاعلام (صحافة ، واذاعة وتلفزيون).
ولابد من وقفة مع الفتاة النشطة الأعلامية بدور العامري خريجة كلية العلوم السياسية وهي أول اعلامية في مدينة الخضر تعمل محررة في جريدة السماوة وتتنقل بين قسم التحقيقات وقسم التقارير السياسية .
وفي المجال الرياضي تفتخر مدينة الخضر بأبنها فاهم عبد السادة بطل العرب وآسيا في (400م) والذي ولد في الخضر وعاش فيها وانتقل الى البصرة بحكم وظيفة والده ، وكذلك العداء جاسم حنون والعداء بستان مسلم الذي فاز ببطولة العراق لمنتخبات التربيات للأركاض السريعة .
واخيرا لابد من وقفه أمام ظرفاء الخضر الذين يظيفون نكهه جميله الى المدينة من خلال زرعهم الأبتسامة والضحكة في وجوه الناس أذكر منهم نعيم أحمد يعمل قصاب هذا الرجل الظريف حافظا لجميع ألفية أبن مالك ولابد من طريفة يتذكرها أهل الخضر دائما رواها لي الأستاذ صبيح عبدالله طريطش:
كانت هناك سيارة تأتي من الناصرية تصل الخضر ليلا تسمى سيارة الجنائز حيث تمر على المدن والقرى الواقعه بين الناصرية والخضر تحمل الجنائز وكان من عادة الركاب حينما يصلون الخضر لحمل توابيت الموتى يقفون أمام مطعم للعشاء وبعد حمل التوابيت يواصلون السير في السيارة الى النجف حدث أن أبو المطعم ولمدة يومين متتاليين لم تكن هناك جنازة وهذا يعني أن السيارة لن تقف في الخضر وهو طابخ قدر كبير من التشريب فطرأت عنده فكرة صاح للحارس (الوحاش) وأتفق معه أن ينام في تابوت حتى تقف السيارة لغرض حمل التابوت وبالتالي يتناول المسافرون العشاء في المطعم وتم له ما أراد حيث تناول المسافرون الطعام وعند حمل التابوت في السيارة (وهي سيارة خشبية) قام الرجل من نومه في التابوت وبيده بندقيته التي وضعها جنبه عند نومه وسقط أحد الرجال الذين حملوا التابوت بالأرض وعرفوا أن الأمر حيلة وأجبروا صاحب المطعم على التعويض وأصبحت الخسارة خسارتان.
وفي الختام نكتب عن المرحوم جسوم النجدي في أربعينيات القرن الماضي قام وبمساعدة المرحوم الحداد خشوش بتصنيع ماكنة جلب الماء من الفرات الى البستان حيث بذكائه الفطري أستطاع أن يجمع قطع غيار والمرحوم الحداد خشوش عاونه بتصنيع بعضها وأشتغلت المكينة لمدة وكان حدثا هاما أثار أنتباه أهالي الخضر والسماوة وكل مدينة أدعت أن جسوم النجدي منها حيث كان الأختراع أثار الدهشة في ذلك الوقت من خلال صنعه بأمكانيات متواضعة .
ووقفة أخيرة أمام المرحوم الحاج داخل المياوي هذا الرجل الذي امتهن طب الأعشاب وهو أول رجل في الخضر يمتهن هذه المهنة اضافة الى العطارة حيث يقوم بعد ن يوصف له حالته بخلط ألأعشاب والذي اكتسبها عن طريق الخبرة والممارسة واعطائها للمريض ، اضافة الى انه كان مصدر ثقة كبيرة لزملائه في مهنة العطارة حيث يجلب لهم مواد العطارة لمحله والمحلات الأخرى بعيدا عن الأنانية وكانت روحه المرحة مثار اعجاب والآن يحل محله ولده عقيل حيث يتعاطى طب الأعشاب بتجربة اكتسبها من والده .
ومسك الختام في جولتنا في المدينة الهادئة والتي أغنت الفكر الشيعي بحالة تحسد عليها كتبنا عنها ذاكرة أمكنه لابد أن تقدم بالشكر الجزيل الى من ساهم معنا وهم كل من خلف عبد العال زليف والحاج عبد الكريم حسين الخفاجي والأستاذ نجم الجابري والأستاذ صبيح عبد الله طريطش والفنان منذر ناصر والأستاذ سهيل بتور والمصور حميد شمال والمصور الشاب احمد الفرطوسي.